السياحة الدينية في إيران
محتويات هذه المقالة
مقدمة
السياحة صناعة يمكن أن تشمل فئات مثل السياحة الصحية والسياحة الغذائية والسياحة الدينية. في هذا المقال نشرح عن السياحة الدينية في إيران.
تتعلق السياحة الدينية (Religious tourism) بالأديان والمذاهب المختلفة إلى جانب بعض المعالم والأماكن التاريخية التي يمكن أن تكون جزءاً من صناعة السياحة الدينية. تمكنت مختلف الأديان مع مجموعة متنوعة من الاحتفالات والأماكن الدينية من المساهمة في الازدهار الاقتصادي من خلال السياحة الدينية في أماكن كثيرة من العالم وكذلك في إيران.
النقطة المهمة في السياحة الدينية هي أن كثيراً من الناس يعتبرون السياحة الدينية مجرد حج للأسف، لكننا سنشرح فيما يلي أن السياحة الدينية والحج موضوعان منفصلان عن بعضهما وأنه يتم تقديم كليهما كمجموعة فرعية من السياحة الدينية.
ما هي السياحة الدينية؟
السياحة الدينية هي إحدى المجموعات الفرعية لصناعة السياحة، ويوفر هذا النوع من السياحة فرصة للأشخاص المهتمين بهذا المجال حتى يتمكنوا من إجراء أبحاث عن الأديان المختلفة، فالسفر هو أحد الأشياء التي تربط بين الأديان المختلفة، ويمكن للناس الذين ينتمون إلى أي معتقد أن يسافروا إلى حيثما يريدون وأن يتعرفوا أثناء السفر على الأديان المختلفة وعاداتها وتقاليدها.
ربما كان اهتمام المسافرين وترحيبهم بالتعرف على الأديان والمذاهب المختلفة هو الذي أدى إلى تكوين مجموعة فرعية أخرى لصناعة السياحة تسمى السياحة الدينية.
إذا أردنا دراسة السياحة الدينية عن كثب فعلينا الانتباه إلى أن هذا المجال من السياحة ينقسم إلى فئتين:
1- السفر بهدف التعرف على الأديان المختلفة:
الغرض من هذا النوع من السفر هو التعرف على الأديان المختلفة والذي يمكن فيه أحياناً دراسة أتباع دين معين بعناية أو قد يسافر السياح بهدف زيارة مكان ديني مثل كنيسة قديمة.
لا يوجد وقت محدد لهذا النوع من السياحة الدينية ويمكن للسياح بدء رحلتهم وإنهاؤها وقتما يريدون.
2- الحج والزيارة:
الحج هو مجموعة فرعية أخرى من السياحة الدينية، فالسياح يسافرون لهذا الغرض فقط بهدف الحج والزيارة، وإيران على سبيل المثال هي إحدى الدول التي تستضيف دائماً سياحاً دينيين يسافرون إليها للحج والزيارة.
في رحلات الحج والزيارة قد ينخرط السياح في أنشطة أخرى إلى جانب الحج مثل التسوق وزيارة الأماكن الدينية، لكن الملاحظة الأساسية في هذا النوع من الرحلات هو أنه عادة ما تكون لها مدة معينة وتكون مصحوبة أحياناً بعادات معينة.
الملاحظة الأخرى عن السياحة الدينية والحج هي أن نوع المناخ لا يؤثر عليها ويمكن أن يكون الحج في أي فصل، فعلى سبيل المثال قد يتم السفر للحج أحياناً في الفصول الباردة وأحياناً في الفصول الدافئة.
الميزات
لدى السياحة الدينية – مثل الفئات الفرعية الأخرى لصناعة السياحة –خصائص معينة بما في ذلك:
1- يمكن للسياحة الدينية أن توفر الفرصة للمسافرين والسياح للتعرف على الأديان والمذاهب المختلفة في الأماكن الدينية.
2- بشكل عام تتسبب رحلات الحج في ضرر أقل للبيئة من الرحلات الترفيهية، وعادةً ما يكون الأشخاص الذين يذهبون إلى الحج والزيارة أشخاصاً ملتزمين بالقانون.
3- من الممكن أن تتحد جميع شرائح المجتمع في رحلات السياحة الدينية، وفي الواقع يمكن القول إن السفر الديني هو الرحلة الوحيدة التي يمكن حتى للطبقات الدنيا من المجتمع أن تقوم بها.
4- الأشخاص الذين يبحثون عن السفر الديني يفضلون البساطة، لذلك يمكنهم تقليل العديد من التكاليف الجانبية في رحلاتهم. يمكنك القيام بالسياحة الدينية في إيران بسعر منخفض.
5- عادة ما تتم الرحلات الدينية في مجموعات، لذلك فإن تنظيم هذا النوع من الرحلات أسهل بكثير من الرحلات الترفيهية.
6- غالباً ما توجد أسواق في الأماكن الدينية أو بالقرب منها حيث يمكن للمسافرين التسوق فيها.
7- بعض الرحلات الدينية تتم في أوقات محددة، ولهذا السبب يمكن إجراء تخطيط كامل ودقيق لها.
8- يمكن أن يؤدي السفر الديني إلى الازدهار الاقتصادي في بعض البلدان، وقد تكون لبعض الديانات طقوس معينة ولهذا فإن بعض الأسفار إلزامية لأتباع الديانات المختلفة، وهذا يمكن أن يزيد دخل بلد ما من خلال السياحة الدينية.
دراسة السياحة الدينية من وجهة نظر اقتصادية
بالإضافة إلى آثارها الإيجابية على اقتصاد بلد ما فإن بإمكان السياحة الدينية أن تترافق أحياناً مع آثار سلبية أيضاً.
الآثار الإيجابية على الاقتصاد
- خلق فرص عمل لمنطقة معينة
- زيادة الدخل بالعملات الأجنبية
- تطوير قطاع الحرف اليدوية المنتجة في مناطق معينة
- القدرة على جذب جميع أنواع المستثمرين المحليين والأجانب
- تطوير الصناعات المرتبطة بالسياحة
- زيادة الصادرات غير النفطية لمناطق معينة
الآثار السلبية على الاقتصاد
- زيادة التضخم في بعض قطاعات الصناعة.
- بعض الوظائف موسمية في السياحة الدينية وهي للأسف لا تقدم للأشخاص الذين يعملون في هذا المجال دخلاً محدداً.
- تغيير استخدامات بعض المناطق والأماكن المتعلقة بالسياحة الدينية (مما يؤدي في النهاية إلى ارتفاع الأسعار).
يمكن أن تكون للسياحة الدينية أيضاً آثار إيجابية وسلبية على الثقافة والبيئة والمجتمع، فعلى سبيل المثال قد يؤدي التبادل الديني إلى خلق تضامن أكبر بين مختلف الناس في مجتمع ما، وبإمكان السياحة الدينية أيضاً أن تؤدي إلى الضرر لبعض المواقع التاريخية والدينية بطريقة ما.
بالنتيجة يجب الانتباه إلى الآثار الإيجابية والسلبية لهذا النوع من السياحة على الثقافة والبيئة والمجتمع.
السياحة الدينية في إيران
إيران هي إحدى الدول التي لديها إمكانيات كبيرة لجذب السياح الدينيين نتيجة وجود الكثير من الأماكن التاريخية والدينية فيها، وبعض مدن إيران بما في ذلك مشهد وقم وشيراز وقزوين وشوش وأردبيل وكنبد كاووس وغيرها هي مدن دينية وتاريخية يسافر عدد كبير من السياح كل عام لزيارتها وللسياحة الدينية فيها. تعد هذه المدن من أشهر المدن السياحة الدينية في إيران.
يقال إن حوالي 33 ولياً (شيعة وسنة) دفنوا في إيران، كما أن وجود ضريح الإمام الشيعي الثامن علي بن موسى الرضا في مشهد جعل هذه المدينة هي العاصمة الدينية لإيران، حيث تستضيف هذه المدينة آلاف المسلمين من حول العالم سنوياً.
يوجد أيضاً حوالي 10615 إمام زادة (أبناء وأحفاد الأئمة) في إيران منها 1456 مقبرة تقع في محافظة فارس وأشهرها ضريح شاه جراغ، وبعد محافظة فارس فإن محافظتي مازندران وغيلان تحتلان المرتبة الثانية والثالثة.
من الميزات الأخرى لإيران لجذب السياح الدينيين هي الطقوس والاحتفالات الدينية حيث يهتم كثير من الناس من جميع أنحاء العالم بالمشاركة في هذه الاحتفالات، إذ تعد مراسم عزاء الإمام الحسين (ع) خلال شهري محرم وصفر من أشهر المراسم والطقوس الإيرانية التي تقام بطرق مختلفة في مختلف مدن إيران.
هناك أيضاً الكثير من المسيحيين الذين يعيشون في إيران، ولهذا السبب فإنه توجد الكثير من الكنائس في إيران والتي أصبحت بطريقة ما مواقع تاريخية ودينية.
إيران هي واحدة من الدول التي يمكن أن تكون مصدراً جيداً جداً لعلماء الدين لأن في إيران تنوعاً كبيراً جداً في المجال الديني.
الأماكن الدينية في إيران
لقد قدمنا هنا الأماكن الدينية في محافظات إيران.